في التدوينة السابقة إتكلمت عن إيه ممكن تكون السمة اللي تيجي في ذهن أي حد لما تيجي سيرة مصر.
أنا هنا باطرح كلمة واحدة “الجودة”
الفكرة ببساطة إنه لو فكرنا إن الميزة التافسية لمصر تكون هي الجودة في كل ما نعمل ساعتها سيكون عدد السكان ميزة و ليست عيب. يعني مثلاً ، كل منتاجاتنا تكون فعلاً أعلي جودة علي مستوي العالم، ساعتها المنافسة تنتقل من السعر و الكمية اللي فيه غيرنا كتير أميز مننا الي الجودة اللي إحنا عايزين نشتغل عليها.
يعني مثلاً صناعات زي المنتجات الجلدية: نحط معايير جودة أكثر صرامة من أعلي معيار متعارف عليه. أحلم أن يكون الحذاء المصونع في مصر هو الأجود علي مستوي العالم و ليس الأرخص. ده معناه إنه حيستعمل أفضل أنواع الجلود و الخامات و حيحتاج عمالة ماهرة و عملية إنتاج معقدة و تغليف عالمي و في النهاية يخرج حذاء أفضل و أجود من أي حاة طالعة من الهند أو الصين، أكيد مش حيبيع زي الصيني و حيكون أغلي كتير، لكن زبونه موجود و بيدفع ثمن الجودة اللي هي في الآخر مجهود و عمل. أحب أفكر الناس أن تصنيع السيارة التويوتا يستغرق ١٣ ساعة في حين السيارة الرولز رويس تصنيعها يستغرق ٦ أشهر من العمل اليدوي. التويوتا بيصنعها إنسان الي. الرولز رويس بيصنعها بني آدم.
ناخد مثلاً شركة زي مصر للطيران. بتحاول تنافس بالسعر أو بحداثة الأسطول أو كثرة الرحلات. ماذا لو كان الكرسي السياحس علي مصر للطيران يضاهي كراسي درجة رجال الأعمال في الشركات الأخري؟ ماذا لو كانت الوجبة المقدمة هي وجبة ٥ نجوم أحسن من أفضل وجبة في مطعم خمس نجوم؟ ليه ما تكونش مصر للطيران سمعتها إنها الأعلي جودة و ليست الأرخص سعراً؟ هل زيادة التكلفة مش حمعوضها فرق سعر في التذكرة؟
نفكر في السياحة مثلا. ليه ما تكونش سمعة مصر هي إنها المقصد السبع نجوم. كل حاجة فيها أعلي جودة. من ساعة الوصول الي المطار حتي المغادرة. مطاعم مصنفة عالمياً تقدم أجود ما يقدم في العالم. ليه ما يكونش عندنا مطاعم مصنفة دولياً؟ ساعتها السياحة ممكن تكون مربحة جداً. بدل ما نبيع الغرفة ب ٢٠ أو ٣٠ دولار في الليلة، نبيع ب ٢٠٠ أو ٣٠٠. طبعاً محتاجين خدمة سبع نجوم و لكن ده شغل ناس. أكبر عامل مؤثر هو العمالة و إحنا عندنا بشر كتير. نعلمهم و نشغلهم أشغال عائدها مجزي لأنها معتمدة علي العنصر اللي عندنا منه كتير – البشر.
طبعاً المفهوم ده حنطبقه في كل حاجة نعملها، من صادرتنا الزراعية لكل الخدمات اللي بنقدمها. الشعار يكون أننا نقدم الأجود.
حلم؟ أكيد. لكن هل ممكن ده يكون الطريق للمنافسة العالمية؟ أنا عن نفسي أعتقد إنه ممكن يكون الفكر اللي نبني به و نوصل به لوضع تنافسي جيد يشغل ناس كتير.