كتر الكلام عن قناة السويس الجديدة و عن انخفاض الإيرادات في الفترة السابقة. خلينا نحاول ننظر بنظرة قد تكون مختلفة شوية. من أول يوم و أنا رأيي ان موضوع القناة تم ترويجه بطريقة قد تكون خاطئة. من وجهة نظري المتواضعة قناة السويس الجديدة مشروع استراتيجي يجب النظر له علي انه استثمار طويل الأجل و ليس فقط من منظور الإيرادات قصيرة الأجل. يعني القناة الجديدة أهدافها ابعد من مجرد الإيرادات الحالية.
١. القناة مشروع يغلق الطريق علي اي منافسة إقليمية مثل خط السكة الحديد الذي كانت تدرسه إسرائيل لتوصيل البحر المتوسط بالبحر الأحمر. التكلفة الفعلية للنقل عبر القناة أقل بكثير من أي مشروع آخر مما يعني إننا نستطيع المنافسة سعرياً مع اي مشروع آخر مما يحافظ علي الأفضلية المطلقة للقناة. يعني أي حد يوصل لسعر أقل نعرف ننزل تحته و ننافسه بدون خسارة. القناة الجديدة تضمن ان قناة السويس هي الخيار الوحيد دون منافس
٢. لأول مرة في تاريخ الحكومات المصرية يتم عرض فرص الإستثمار في مشروع قائم. يعني المستثمر ضامن ان المشروع إشتغل بالفعل مش وعود قد تتحقق او لا. بنقول للمستثمر إحنا خلصنا. تعالي و إشتغل عكس كل الخبرات السابقة مثل توشكي أو غيرها اللي وعدنا بتوفير بنية تحتية تأخرت كثيراً او لم تكتمل. المرة دي إحنا سابقين و بنقول للمستثمر احنا جاهزين، خلصنا اللي علينا و الدور عليك.
٣. عارف إن الإيراد انخفض و لكن سعر البترول و الإنكماش في حركة التجارة العالمية هم أكبر سبب. عودة النمو للتجارة العالمية يعني أننا مستعدين لإستيعاب هذا النمو أي كان حجمه او اتجاهه. أعتقد دي المرة الأولي التي نكون فيها مستعدين لإستيعاب اي زيادات في الحركة. الإنخفاض الحالي لا يعني عدم الإستعداد. يعني لو بنفس المنظور نبني محطات نووية ليه؟ ما البترول رخيص ليه منكملش نبني محطات توليد كهرباء بالغاز او الديزل؟ إحنا بنأمن نفسنا أنه في حالة الزيادة السعرية أو انخفاض العروض يكون عندنا بدائل.
نرجع تاني لطريقة الترويج للمشروع. أعتقد الرسالة المطلوبة اننا نوسع و بنكبر حماية لوضع القناة التنافسي و ضمان قدرتها علي المنافسة تحت أي ظرف أو متغير عالمي مش بس عشان نزود إيرادات السنة دي أو اللي بعدها. السماح لأي منافس بالوجود يعني تهديد حقيقي للقناة و للإقتصاد المصري. ده اللي احنا تجنبناه و أكدنا علي أن القناة ستستمر الشريان الأفضل للتجارة العالمية للاجيال القادمة